قريش وسليل الأنبياء .. لكن عبد المطلب وسط الزحام مشغول .. مذهول يهرول نحو بيت الله لا يلوي على شيء .. وما أن أصبح بجوار الكعبة حتى رفع عقيرته يناجي ربه:
(ربي رد إلي راكبي محمدًا ... يا رب رده واصطنع عندي يدًا) (?)
شاهده أحد الحجاج الذين لا يعرفونه إلا بما تحمله الرواحل من أخبار .. لم يكن قد رآه من قبل .. ولا يعرف من هو، لكن حالته كانت تثير التساؤل .. فقال ذلك الغريب لمن حوله:
(من هذا؟ فقالوا له: عبد المطلب بن هاشم، ذهب إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، وقد احتبس عليه، فما برحت حتى جاء محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وجاء بالإبل، فقال عبد المطلب لمحمد: يا بني لقد حزنت عليك حزنًا، لا تفارقني أبدًا) (?).
لم يفارق هذا الصغير جده .. ولم تكن أيامهما كلها رخاء وسعة ..