لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أنكم تزدادون حاجة وفاقة (?) .. قال فضالة: فأنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ) (?) حيث كان يواسيهم ويدفع عنهم ما يؤلمهم بشىء يهون معه الجوع .. وتحلو معه المعاناة .. يعزيهم بشيء يحول الموت وما بعده إلى أمنية وحلم لا حدود له .. ومع هذا العزاء .. ومع هذه المواساة كان -صلى الله عليه وسلم- يتألم لتألمهم .. ويتألم مثل ألمهم ..
تقول حبيبته عائشة رضى الله عنها:
(كان - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل قال: هل عندكم طعام؟ فإذا قيل: لا .. قال: إني صائم) (?) لقد تحول الجوع إلى عبادة .. وتحول الشبع إلى عبادة .. قال -صلى الله عليه وسلم- مبشرًا إخوانه الموسرين: (الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر) (?) ويقول -صلى الله عليه وسلم- مندهشًا ومبشرًا:
(عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) (?) (عجبت للمؤمن إن الله تعالى لم يقض له قضاءً إلا كان خيرًا له) (?) .. يقول -صلى الله عليه وسلم- ذلك كله وهو يتمنى لو يدفع عنهم هذا الفقر وهذا الهزال لكنه لا يجد .. كانت تمر به لحظات لا يملك فيها سوى