جاذبية وجمالًا لذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: "زينوا القرآن بأصواتكم" (?) .. "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (?) ولعذوبة صوت بلال فقد جعل الأذان من نصيبه رضي الله عنه.

وها هو صوت بلال الذي ملأ شوارع مكة: .. أحدٌ .. أحدٌ .. ها هو عذبًا كأنهار الحبشة .. حرًا كطيورها .. ينساب في سماء المدينة يوقظ فجرها .. يوقظ شمسها وينادي المهاجرين والأنصار .. ويسحرهم بصوته:

يقول عبد الله بن زيد: (فقمت مع بلال .. فجعلت ألقيه عليه .. ويؤذن به .. فسمع ذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته .. فخرج يجر رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله .. لقد رأيت مثل ما رأى .. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فلله الحمد") (?) ..

لا بد أن ابن الخطاب رضي الله عنه لم يحضر تلك الآراء والاقتراحات وإلا لتكلم بما رآه .. فقد (كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا .. ثم أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له:

ما منعك أن تخبرني .. فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت) (?).

إذًا لا بوق .. لا راية .. لا أجراس كأجراس النصارى .. لكنه التوحيد .. حمله طيفٌ جميل (عليه ثوبان أخضران) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015