انتزعه الأنصار .. وهذا أحدهم .. يشهد له الله .. يشهد له سراجه .. وهذه امرأة أنصارية سخية يشهد لها الله .. ويشهد لها سراجها .. في ليلة جاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها وجاعت عائشة وجاعت سودة .. ولم يكن في تلك الحجرات الكريمة سوى قطرات من الماء تعكس لمعان النجوم وكرم الأنصار مع ذلك القادم من بعيد .. تلك الليلة تقول لنا: (إن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعث إلى نسائه .. فقلن: ما معنا إلا الماء .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يضم .. أو يضيف هذا؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا .. فانطلق به إلى امرأته .. فقال: أكرمي ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني .. فقال: هيئى طعامك، وأصبحى (?) سراجك، ونوِّمى صبيانك إذا أرادوا عشاءً .. فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها .. فأطفأته .. فجعلا يُريانه أنهما يأكلان، فباتا طاوين .. فلما أصبحا غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -:

ضحك الله الليلة .. أو عجيب (?) من فعالكما:

فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?)) (?).

ضحك الله وعجب من بيت من بيوت الأنصار ليس فيه سوى طعام الصغار .. ليس فيه سوى الإيمان والكرم .. أي شيء حزته أيها الأنصاري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015