لأنه أول من جمَّع بنا في هزم النبيت .. من حرة بني بياضة.

.. في نقيع يقال له نقيع الخضمات .. قلت: كم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون) (?) .. رحم الله أسعد بن زرارة .. ربما كان هو هذا الذي فوق الأعناق .. ها هم ينزلونه إلى قبره ويدفنونه .. النبي - صلى الله عليه وسلم - حزين عند قبره .. وها هم الصحابة يلفهم الوجوم ويتسلل الحزن بينهم .. ويتسلل بينهم رجل لم يعرف الحزن هذه اللحظة فقط .. بل تشربته عروقه وشبابه فأصبح من لحمه ودمه .. حزين تصرعه الدنيا وتشفيه وتحمله وترتحل به حتى أوصلته إلى هذا القبر.

فمن هذا المتسلل؟

من هذا المتسلل بين المقابر .. ؟ إنه ذلك الرقيق المتسلل ليلًا إلى قباء عندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى هناك .. هل تذكرون تلك الصدقة التي حملها .. قدمها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل منها وجعل أصحابه يأكلون .. إنه الشخص نفسه الذي حمل هدية من طعام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في

بيت أبي أيوب الأنصاري .. ذلك الشخص المحير .. ذلك الرقيق الملىء بالأسرار والعبودية والهموم هو هذا المتسلل الذي مشى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة الصحابي الجليل .. وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - شملتان .. لن أستمر .. سأترككم معه .. يفتح لكم قلبه ودروبه وتاريخه .. ليتحدث إليكم يقول رضي الله عنه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015