على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهى ورأسى، ثم أدخلتنى الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأنى, فلم يرعني إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين) (?).

هذه قصة الزفاف .. وهكذا صار لعائشة رضي الله عنها حجرة من تلك الحجرات المتواضعة .. وصار لها نصيب في حياته -صلى الله عليه وسلم - وقلبه .. يزداد مع الأيام حتى صارت أحب الناس إليه .. يقول أحد الصحابة واسمه عبد الله بن شقيق:

(قلت لعائشة: أي الناس كان أحب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟

قالت: عائشة .. قلت: فمن الرجال؟

قالت: أبوها) (?).

وصحابي آخر قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فجرى بينهما حوار عن الحب .. يقول هذا الصحابي رضي الله عنه: (أتيته .. قلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة .. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها .. قلت: ثم من؟ قال: عمر .. فعد رجالًا) (?).

المرأة من جديد تقفز في المقدمة .. تتقدم فتسير أمام من يدخلون قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - .. وقلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان مدينةً منورةً أخرى للجميع .. سعدوا بدخولها .. واطمأنوا بالعيش فيها .. ومن آثار تلك الطمأنينة والحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015