توقفت الناقة

(فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي بيوت أهلنا أقرب؟ " فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله: هذه داري .. وهذا بابي. فقال- صلى الله عليه وسلم -:

"اذهب فهيئ لنا مقيلًا" .. فذهب فهيأ لهما مقيلًا، ثم جاء فقال: يا نبي الله، قد هيأت لكم مقيلًا .. قوما على بركة الله فقيلا) (?).

وحل- صلى الله عليه وسلم - في دار أبي أيوب وقلب أبي أيوب .. الكل يغبطه .. المدينة كلها تغبطه .. تثمن الشرف الذي حل بين جدران منزله .. المدينة كلها إلا عيونًا كانت تتأمل من بعيد .. وقفت كما وقف عمر بن الخطاب وهو يرقب مشهد النازحين إلى أنهار الحبشة .. لكن هذه العيون المتلصصة لم تكن حزينة كحزن عمر .. ولا نادمة كندم عمر .. إنها منغمسة في دبق الأحقاد الأسود .. من هذه القلوب قلب رجل اسمه:

عبد الله بن أُبي بن سلول- من عبد الله هذا .. وما هي قصته .. ؟

كان بين الأوس والحروب حروب مريرة وثارات أوشكت على إفنائهم .. وكان بين تلك الحروب فترات من التعب والهدنة والفتور .. تنطمر معها جمرة الحرب تحت رماد من التعقل أحيانًا والملل أحيانًا .. أو التحفز للانقضاض .. وكانت السنوات التي بايعوا فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم - سنوات من الركود .. كانت المدينة فيها ترقد على بركان هادئ من الثارات والدماء .. في تلك السنوات تصالح الطرفان على تتويج رجل اسمه عبد الله بن أبي بن سلول ليكون زعيمًا ليثرب .. لكن شيئًا من ذلك لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015