ففعلت حفصة .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس .. فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا] " (?) فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلًا رقيقًا: يا عمر .. صل بالناس .. فقال له عمر: أنت أحق بذلك .. فصلى أبو بكر" (?)

كانت ليلة ثقيلة على سماء المدينة وأهلها .. ليلة تخنق صدورهم بالهموم والتفكير بنبيهم لكن لعل هذا الفجر يحمل فرجًا ..

وجاء الفجر فلم يستطع النبي - صلى الله عليه وسلم - النهوض فصلى أبو بكر رضي الله عنه فجر الجمعة بالمؤمنين وحان وقت صلاة الجمعة فجاء المؤمنون من كل المدينة .. وعاد أسامة بن زيد وكانت:

عودة أسامة بن زيد

ومن معه من الجيش إلى المدينة تعني تأجيل السفر فلعلهم يحظون بخطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصلاة خلفه .. لكن شيئًا من ذلك لم يحدث وخرج أبو بكر رضي الله عنه وسلم على المصلين وارتقى درجات المنبر وخطب الناس .. فلا أدري أي شعور كان يخالج الناس ويخالج أبا بكر وهم يعلمون أن نبيهم طريح الفراش خلف تلك الستارة الصغيرة لا يستطيع الحراك مما به من الألم .. لا بد أن دموعًا غزيرة سألت وشهقات علت ونحيبًا طال من الرجال والنساء جميعًا .. ودخل أسامة رضي الله عنه على النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فكانت هذه القصة التي يرويها أسامة بنفسه فيقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015