ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمرو: أن رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} " (?)

فالسخرية من الله أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو القرآن والسنة لا تعني سوى الازدراء والاحتقار ولا يمكن تغليفها بأي غلاف آخر يخفي حقيقة الغيض والتبرم .. وهو أسلوب منحط وسافل لا ينتهجه سوى العاجزين عن مطاولته والنيل منه .. فالسخرية ديدن الفاشلين والوضعاء من البشر .. لكن كما يقال القافلة تسير والكلاب تنبح .. لكن نباح الكلاب هنا مرير بعد أن أنزل الله آيات تفضح هؤلاء الناس الذين عادوا النجاح والحقيقة فأصبحوا أعداء لكل شيء حتى أنفسهم ..

سارت القافلة عائدة إلى المدينة حتى وصلوا إلى وادي القرى .. وهناك مروا على المرأة صاحبة النخل "فلما أتى وادي القرى قال للمرأة كم جاءت حديقتك قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إني متعجل إلى المدينة فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل" (?) لكن يبدو أن الظروف لم تكن تساعد على العجلة فطريق العودة لم يخل بعد من المنغصات التي يقذفها المنافقون الطافحون بالكراهية والحقد بعد هذه الغزوة التي تعتبر رصيدًا من النجاح للدولة المسلمة رغم عدم وجود قتال فيها .. إلا أنها كشفت عن هيبة المسلمين عند إمبراطورية الروم وعن حقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015