قدمت فأتني فلما قدم أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت ثم أمر مناديًا ينادي: ألا إن قيصر قد اتبع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وترك النصرانية .. فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره فقال لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى إني خائف على مملكتي ثم أمر مناديًا فنادى ألا إن قيصر قد رضي عنكم وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا .. فانصرفوا .. وكتب قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم وبعث إليه بدنانير .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حين قرأ الكتاب كذب عدو الله ليس بمسلم وهو على النصرانية وقسم الدنانير" (?)

كانت هذه الإجابة المرتبكة تدل على أن الروم وعلى رأسهم قيصر بدأوا بمطالعة كتبهم المقدسة ومراجعة نبواتها وظهر خوفهم الشديد من هذا النبي التي تشير جميع النبوات في الكتاب المقدس إلى صدقه وصدق ما جاء به .. لكنها السلطة التي تكمم الأفواه وتغلق القلوب وتحرم صاحبها من اتباع الحق .. ففى داخل بئر بدر يتعفن أحد الأدلة .. وعلى أرض بني النضير وقينقاع وخيبر أدلة أخرى من الحسد والعناد لهذا النبي وكأن كونه عربي النسب سبة على بني إسرائيل الذين أهانوا النبوة والأنبياء بما فيه الكفاية ..

كان ارتباك قيصر وخوفه دافعًا لملك مدينة تدعى أيلة على ساحل البحر الأحمر أن يأتي بنفسه يحمل هداياه ويقدم الولاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - "جاءه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015