أجل الله دعا وحورب وحارب وانتصر .. وها هو يشرع أبواب الله لمن يريد الدخول فيها .. يشرعها بالعفو والصفح ونسيان الماضي بآلامه .. والبدء من جديد لإعادة تشكيل الأرض ومن عليها .. هرول المشركون الطلقاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - "فبايعوه على الإِسلام" (?)

هرول من في المسجد نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - أما أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فقد هرول خارجًا من المسجد يدفعه البر وتحمله الصلة .. ثم عاد - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد "أتاه أبو بكر بأبيه يعوده .. فلما رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه .. قال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه .. فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له أسلم فأسلم ودخل به أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه كأنه ثغامة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غيروا هذا من شعره .. ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي فلم يجبه أحد .. فقال: يا أخية احتسبي طوقك" (?) ثم أخذ أباه "فأمر به إلى نسائه قال: غيروا هذا بشيء" (?) .. أما عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقد تهادى نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - وبصحبته رجل يسحب خجله وعاره معه .. ذلك الرجل الذي خان الأمانة والثقة ورضي بأكوام الحجارة .. لكن السيف أعاد له رشده وما شرد من صوابه .. عبد الله ابن أبي سرح يقدمه عثمان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذليلًا خائفًا تائبًا معتذرًا .. ويلخص أحد الصحابة مصيبته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015