مؤتة

هيأ النبي -صلى الله عليه وسلم- جيشه وعين له قائدًا هو ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فهو لن يذهب معهم هذه المرة ..

وبعد أن انتهى من كل شيء خرج لتوديعهم مبكرًا وهي سنته -صلى الله عليه وسلم- .. وجعل زيد بن حارثة أميرًا عليهم ثم قال لهم "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة" (?) إذًا هذه أول غزوة يشارك فيها جعفر رضي الله عنه بعد قدومه من الحبشة .. وهي كذلك أول غزوة يشارك فيها فارس الإسلام الجديد خالد بن الوليد .. يا لها من أسماء تهز الأرض ويا له من وداع يأخذ بنياط القلب .. كيف لا وهذا الجيش القليل ذاهب لملاقاة جيش الروم الذي هزم جيش فارس .. كيف لا والوداع كان لزيد وجعفر .. زيد الذي يقول عنه أحد أفراد هذا الجيش: "ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} " (?).

زيد المولى هو القائد وغيره تبع له .. زيد الذي ملأ سمع النبي وبصره وقلبه .. زيد حب النبي -صلى الله عليه وسلم- تقول عنه عائشة: "ما بعث رسول الله زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو كان حيًا بعده لاستخلفه" (?) .. زيد يودع النبي-صلى الله عليه وسلم- ويودع ابنه أسامة وينطلق نحو مؤته أم نحو موته والجنة ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015