شديدًا، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟ قال: «أجل ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه، كما تحات ورق الشجر» (?).
1 - وصيته صلى الله عليه وسلم بالأنصار:
مر العباس - رضي الله عنه - بقوم من الأنصار يبكون حين اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه, فقال لهم: (ما يبكيكم؟) قالوا: ذكرنا مجلسنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل العباس عليه صلى الله عليه وسلم فأخبره فعُصِّب بعصابة دسماء (?) أو قال: بحاشية برد، وخرج وصعد المنبر -ولم يصعد بعد ذلك اليوم- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي (?) وعيبتي (?) , وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (?) , وفي الحديث شدة محبة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكاؤهم لمرضه وحرمانهم من مجلسه (?).
2 - إخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد:
لقد ازدادت شدة المرض على رسول الله، بحيث كان يغمى عليه في اليوم الواحد مرات عديدة، ومع ذلك كله أحب صلى الله عليه وسلم أن يفارق الدنيا وهو مطمئن على أمته أن تضل من بعده, فأراد أن يكتب لهم كتابا مفصلا ليجتمعوا عليه ولا يتنازعوا, فلما اختلفوا عنده صلى الله عليه وسلم عدل عن كتابة ذلك الكتاب وأوصاهم بأمور ثلاثة, ذكر الراوي منها اثنين:
* «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب».
* «وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به» (?).
3 - النهي عن اتخاذ قبره مسجدًا:
كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «قاتل الله اليهود والنصارى, اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب» (?).