المبحث الثالث دروس وعبر وفوائد

إن الإنسان ليعجب من فقه النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة النفوس, ومن سعيه الحثيث لتمكين دين الله تعالى، لقد استطاع صلى الله عليه وسلم أن يزيل معالم الوثنية، وبيوتات العبادة الكفرية من مكة وما حولها، ورتب صلى الله عليه وسلم الأمور التنظيمية للأراضي التي أضيفت للدولة الإسلامية، فعين عتاب بن أسيد أميرا على مكة، وجعل معاذ بن جبل مرشدًا وموجهًا ومعلمًا ومربيًا (?) , وعين على هوازن مالك بن عوف قائدًا ومجاهدًا, ثم اعتمر ورجع إلى المدينة صلى الله عليه وسلم.

* * *

المبحث الثالث

دروس وعبر وفوائد

أولاً: تفسير الآيات التي نزلت في غزوة حنين:

قال تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ - ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ - ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 25 - 27].

إن غزوة حنين سجلت في القرآن الكريم لكي تبقى درسا للأمة في كل زمان ومكان, ولقد عرضت في القرآن الكريم على منهجية ربانية كان من أهم معالمها الآتي (?):

أ- بين القرآن الكريم أن المسلمين أصابهم الإعجاب بكثرة عددهم, قال تعالى: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) ثم بين القرآن أن هذه الكثرة لا تفيد (فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا).

ب- بين القرآن الكريم أن المسلمين انهزموا وهربوا ما عدا النبي صلى الله عليه وسلم ونفر يسير من أصحابه، قال تعالى: (وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ).

ج- بين القرآن الكريم أن الله نصر رسوله صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة وأكرمه بإنزال السكينة عليه وعلى المؤمنين فقال تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

د- بين القرآن الكريم أن الله أمد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالملائكة في حنين قال تعالى: (وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015