أسلم من النساء تم بتعليم القرآن) (?).
* * *
المبحث الثالث
دروس وعبر وفوائد
كانت غزوة الحديبية غنية بالدروس العقائدية، والفقهية، والأصولية والتربوية .. إلخ، وسوف أذكر منها بعض الدروس على سبيل المثال لا الحصر:
1 - حكم القيام على رأس الكبير وهو جالس:
في قيام المغيرة بن شعبة على رأس النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف، ولم يكن من عادته أن يقام على رأسه وهو قاعد, وهذه سنة يقتدى بها عند قدوم رسل العدو من إظهار العز والفخر والتعظيم للإمام وطاعته ووقايته بالنفوس, وهذه هي العادة الجارية عند قدوم رسل المؤمنين على الكافرين وقدوم رسل الكافرين على المؤمنين, وليس هذا من النوع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من أحب أن يتمثل له الرجل قيامًا فليتبوأ مقعده من النار» (?).
كما أن الفخر والخيلاء في الحرب ليسا من هذا النوع المذموم في غيره (?) , ويشبه هذا ما فعله أبو دجانة في غزوة أحد، فكل ما يدل على التكبر أو التجبر في المشي ممنوع شرعًا، ولكنه جائز في حالة الحرب بخصوصها, بدليل قوله صلى الله عليه وسلم عن مشية أبي دجانة: «إنها مشية يكرهها الله إلا في هذا الموضع» (?).
2 - استحباب الفأل وأنه مغاير للطيرة:
لما جاء سهيل بن عمرو لمفاوضة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله: «سهل أمركم» (?) ففي الحديث استحباب التفاؤل، وأنه ليس من الطيرة المكروهة (?).
وقد جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين معنى الفأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة وخيرها (?) الفأل» قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها