فجعلت ضغثًا (?) في يدي قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمد ما يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه (?) , قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات (?) يقال له مكرز يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفف (?) في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه» (?) , فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الفتح: 24] (?).
قال ابن كثير: هذا امتنان من الله تعالى على عباده المؤمنين حيث كف أيدي المشركين عنهم, فلم يصل إليهم منهم سوء، وكف أيدي المؤمنين عن المشركين فلم يقاتلوهم عن المسجد الحرام، بل صان كلا من الفريقين وأوجد بينهم صلحًا فيه خير للمؤمنين وعافية في الدنيا والآخرة (?).
لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن عثمان - رضي الله عنه - قُتل, دعا رسول الله أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين ومناجزتهم، فاستجاب الصحابة وبايعوه على الموت (?) , سوى الجد بن قيس، وذلك لنفاقه (?). وفي رواية أن البيعة كانت على الصبر (?) , وفي رواية على عدم الفرار (?) , ولا تعارض في ذلك؛ لأن المبايعة على الموت تعني الصبر وعدم الفرار (?).
وكان أول من بايعه على ذلك سنان عبد الله بن وهب الأسدي (?) فخرج الناس بعده يبايعون على بيعته (?) , وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات، في أول الناس،