المبحث الثاني المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

6 - فضائل المسجد النبوي:

تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن فضائل المسجد النبوي؛ ولذلك تعلق الصحابة به ويمكننا الرجوع إلى صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما؛ للوقوف على هذه الفضائل الميمونة. وسنذكر هنا حديثًا واحدًا لمعناه العميق الذي نحتاجه ونستمسك به وهو عن:

7 - فضل التعلم والتعليم في المسجد النبوي:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيراً أو يعمله كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له» (?).

* * *

المبحث الثاني

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

كان من أولى الدعائم التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم في برنامجه الإصلاحي، والتنظيمي للأمة وللدولة والحكم، الاستمرار في الدعوة إلى التوحيد والمنهج القرآني، وبناء المسجد، وتقرير المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وهي خطوة لا تقل أهمية عن الخطوة الأولى في بناء المسجد لكي يتلاحم المجتمع المسلم ويتآلف وتتضح معالم تكوينه (?) الجديد.

كان مبدأ التآخي العام بين المسلمين قائما منذ بداية الدعوة في عهدها المكي،

ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل ما يؤدي إلى التباغض بين المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» (?).

وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه (?) ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة (?) فرج الله- عز وجل- عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» (?).

وقد أكد القرآن الكريم الأخوة العامة بين أبناء الأمة في قوله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015