حمايته للمسلمين، وتأثره بالقرآن الكريم عندما سمعه من جعفر - رضي الله عنه -، وكان معتقده في عيسى عليه السلام صحيحًا.
ج- الحبشة متجر قريش:
إن التجارة كانت عماد الاقتصاد القرشي، والحبشة تعتبر من مراكز التجارة في
الجزيرة، فربما عرفها بعض المسلمين عندما ذهبوا إليها في التجارة، أو ذكرها لهم من
ذهب إليهم قبلهم, وقد ذكر الطبري في معرض ذكره لأسباب الهجرة للحبشة: «وكانت
أرض الحبشة متجرًا لقريش، يتجرون فيها، يجدون فيها رفاغا (?) من الرزق وأمنًا،
ومتجرًا حسنًا» (?).
د- الحبشة البلد الآمن:
فلم يكن في حينها في خارج الجزيرة بلد أكثر أمنًا من بلاد الحبشة، ومن المعلوم بُعد الحبشة عن سطوة قريش من جانب وهي لا تدين لقريش بالاتباع كغيرها (?) من القبائل، وفي حديث ابن إسحاق عن أسباب اتخاذ الحبشة مكانًا للهجرة أنها: أرض صدق، وأن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد (?) فهي أرض صدق، وملكها عادل، وتلك من أهم سمات البلد الآمن (?).
هـ- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للحبشة ومعرفته بها:
ففي حديث الزهري أن الحبشة كانت أحب الأرض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إليها (?) ولعل تلك المحبة لها أسباب منها:
* حكم النجاشي العاجل.
* التزام الأحباش بالنصرانية، وهي أقرب إلى الإسلام من الوثنية.
* معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بأخبار الحبشة من خلال حاضنته أم أيمن رضي الله عنها، وأم أيمن هذه ثبت في صحيح مسلم وغيره أنها كانت حبشية (?)، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خبيرًا بطبائع وأحوال الدول التي في زمانه.
3 - وقت خروج المهاجرين، وسرية الخروج والوصول إلى الحبشة:
غادر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في رجب من السنة الخامسة للبعثة، وكانوا عشرة