هذه الصفات تمتلئ بها صفحات القرآن الكريم، وتكثر في أحاديث الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم.
من صفاتهم: أنهم يعتادون على الكذب في كل صغيرة وكبيرة.
ومن صفاتهم: أنهم يستأذنون في عدم المشاركة في كل عمل يخدم الإسلام والمسلمين، يعتذرون عن الجهاد والعمل وقول الحق والدعوة والإصلاح وأي شيء فيه مصلحة.
ومن صفاتهم: إثارة الفتن بين صفوف المؤمنين؛ لينشب بينهم الصراع والضغينة.
ومن صفاتهم: أنهم يفرحون إذا أصاب المسلمين مصاب أو أذى، ويحزنون إذا حصل لهم خير.
من صفاتهم: أنهم يتكاسلون عن الصلوات، فلا يصلون الفجر ولا العشاء في جماعة.
ومن صفاتهم: أنهم لا ينفقون إلا وهم كارهون، فهم شديدوا البخل في الإنفاق على أمور الإسلام، مع كونهم كثيري الإنفاق على لهوهم ولعبهم.
ومن صفاتهم: أنهم دائمي السخرية من الملتزمين بالدين.
ومن صفاتهم: أنهم يتحدثون بغير أدب ولا توقير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن صفاتهم: أنهم يكرهون -وأحياناً يسبون- أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن صفاتهم: أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وينهون الناس عن كل معروف، ويثبطونهم عن فعل كل خير، ويأمرون الناس بفعل المنكر ويشجعونهم على المعاصي.
من صفاتهم: أنهم يخلفون الوعد، وينقضون الميثاق.
من صفاتهم: أنهم يفجرون في الخصام والشقاق.
ومن صفاتهم: أنهم يخونون الأمانة.
ومن صفاتهم أنهم يتحالفون مع أعداء الأمة ضد إخوانهم المسلمين.
من صفاتهم: أنهم يتشبهون بالكفار، ويفخرون بذلك، ويستحيون من الانتماء إلى أمة الإسلام والمسلمين.
ومن صفاتهم: أنهم يكثرون من الخطب الرنانة التي تحمل معاني عظيمة جداً، وأخلاقاً رفيعة، ولكن لا يفعلون منها شيئاً، يتحدثون عن الأمانة والشرف والإصلاح والحرية والعمل والشورى والجهاد، ولكنهم لا يفعلون من ذلك شيئاً أبداً.
ومن صفاتهم: أن ذكر الله عز وجل لا يأتي على ألسنتهم إلا قليلاً.
ومن صفاتهم: أنهم لا يحتكمون إلى كتاب الله عز وجل إلا إذا كان سيحكم لهم، فإن كان سيحكم لغيرهم رفضوا حكمه.
ومن صفاتهم: أنهم يفرون في المعارك وعند الأزمات، ويظهر عليهم الهلع الشديد والرعب الدفين عند أول احتمال للحرب؛ وذلك لشدة جبنهم وضعف يقينهم.
ومن صفاتهم: أنهم يتوقعون دائماً أنهم مقصودون بالحديث عند الحديث عن الأشرار والمنافقين، لعل كلامك عام، ولكنهم يحسبون كل صيحة عليهم.
ومن صفاتهم: أنهم دائماً يتهربون من المسئولية، وينسبون الأخطاء إلى غيرهم.
ومن صفاتهم: أنهم يمدحون دائماً السلطان، فإن ترك السلطان منصبه انقلبوا بألسنتهم عليه.
ومن صفاتهم: تضارب الأقوال؛ لأنهم كثيرو الكذب، فلا يعرفون ماذا قالوا قبل ذلك وبماذا وعدوا.
ومن صفاتهم: أنك إذا أعطيتهم صاروا أصدقاءً وأحباباً لك، وإن منعتهم لسبب أو لآخر انقلبوا عليك ونسوا ما فعلته من معروف.
ومن صفاتهم: أنهم يقطعون أرحامهم، ولا يحفظون حقاً لوالد ولا لأخ ولا لابن ولا لعشيرة.
ومن صفاتهم: أنهم يكثرون من الحلف؛ لأنهم يعرفون أن الناس لا يصدقونهم، فيقسمون بسهولة على الكذب، ويحلفون بالله دون اكتراث، هذه ثلاثون صفة كاملة.
أنا أريد منك أن تعود مرة أخرى لتسمعها مرة واثنتين وثلاثاً وتبحث جيداً في نفسك، إياك أن يكون فيك واحدة منهن، إياك أن يكون في قلبك صفة من صفات المنافقين، حتى ولو كانت واحدة من هذه الثلاثين، ويمكن أن تجد أكثر وأكثر عندما تفتح القرآن الكريم، وتغوص بين صفحات السنة المطهرة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، فمن الممكن أن تجد كثير جداً من الصفات، وإياك أن تكون فيك صفة واحدة من صفات المنافقين، فالواحدة تجر إلى الثانية، ثم يجد الإنسان نفسه في عداد المنافقين، نعوذ بالله من ذلك! هاتان الطبقتان من المنافقين كانوا في منتهى الوضوح عند المسلمين، وهذه الصفات الكثيرة الموجودة في الكتاب والسنة وضحت صورة كل منافق عند المسلمين بشكل أكبر، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعرفهم بالوحي، ومع ذلك لم يقم حداً، أو عقوبة على منافق، ليعلمنا أن نعامل الناس على الظاهر، ونترك القلب لله عز وجل، لكن في نفس الوقت عرفنا بصفاتهم؛ لكي نأخذ جانب الحذر في التعامل معهم، لا نثق بوعودهم، ولا نبني أحكاماً على آرائهم، ولا نأمن جانبهم، ولا نصدق تحليلاتهم، الأمر كما قال الله عز وجل في إيجاز معجز: {هُمُ الْعَدُوُّ} [المنافقون:4] ماذا نعمل معهم؟ {فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون:4]، جعلهم الله عز وجل (العدو) بالتعريف هكذا بالألف واللام، وكأنه ليس هناك عدو غيرهم، قال: ((هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ))، هذا هو نهجه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المنافقين في كل حياته، يحذر المنافقين، ولكن لا يجري الأحكام إلا على الظاهر.