الجندي الثالث: الملائكة، يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب:9].
وسوف نرى في حديث بني قريظة بعد قليل أن الملائكة شاركت في الحرب، بل وشارك جبريل عليه السلام بنفسه.
وتم نصر الله عز وجل، وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى معسكر الكفار؛ ليطمئن على سير الأحداث وعلى فعل الرياح بهم، وعلى أثر الفرقة التي أحدثها نعيم بن مسعود رضي الله عنه، فعاد حذيفة بالخبر الجميل والنصر العظيم، لقد عزم الجميع على الرحيل، حدث كل هذا من غير قتال من المسلمين، وانظر إلى قوله تبارك وتعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب:25] وانتهت واحدة من أعظم معارك المسلمين، مع أنه لم يحدث فيها قتال، وكأن الله عز وجل يريد أن يقول لنا: ليس المطلوب هو تحقيق النصر، ولكن المطلوب هو العمل من أجله، المطلوب هو قرار الجهاد، المطلوب هو الثبات في أرض المعركة، المطلوب هو صفات الجيش المنصور، أما النصر فينزل بالطريقة التي أراد الله عز وجل، وفي الوقت الذي يريد سبحانه وتعالى.