من الآثار والحكم اللطيفة في يوم أُحد: أن المسلمين لم يقتلوا عدداً كبيراً من الكافرين مع رغبتهم في قتلهم، والله عز وجل أراد أن يحفظ دماء هؤلاء الكافرين؛ لأنهم بعد سنوات سيسلمون ويصبحون نصراً للإسلام والمسلمين، انظر إلى القائد الأعلى لجيش مكة أبي سفيان والقواد الثلاثة الذين كانوا يساعدونه صفوان بن أمية، وخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل، هؤلاء القواد الأربعة سواء كان القائد العام أو الثلاثة الذين تحته أسلموا، وكلهم كان لهم دور كبير في المعارك الإسلامية، وليس هؤلاء فقط، بل ومن النساء هند بنت عتبة التي كانت تحمس الجيش للقتال، والتي بقرت بطن حمزة رضي الله عنه وأرضاه ولاكت كبده، أسلمت بعد ذلك وحسن إسلامها، فهؤلاء القادة الأربعة وهند بنت عتبة شاركوا في موقعة اليرموك، وكان لهم دور كبير في نصر المسلمين في اليرموك، فأحياناً يكون في داخلنا رغبة قوية في هلكة الظالمين، ورغبة قوية في أن يخلصنا الله سبحانه وتعالى من فلان وفلان وفلان؛ لأنهم كادوا للإسلام ومكروا به، ومع ذلك يخبئ الله عز وجل لنا خيراً كثيراً في إبقائهم، فبعد قليل سيصيرون مسلمين، ويكونون هم أنصار الإسلام.