وضوح خطورة الدنيا وضرورة الحذر منها

من الآثار والحكم: لفت أنظار المسلمين جميعاً سواء الذين شاركوا في أحد أو الذين يأتون من بعدهم إلى خطورة الدنيا، حتى جيش الصحابة وهو أعظم الأجيال لو أصيب بمرض الدنيا فإنه سيصاب بمثل مصاب أحد؛ لذلك ستجد أحاديث كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتحدث عن الزهد في الدنيا وتأمر المسلمين بالحذر التام من خطورة أمر الدنيا، وهناك أبواب كثيرة في ذم الدنيا موجودة في كتب الصحاح والسنن، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يجد فرصة إلا وينبه المسلمين فيها إلى خطورة الدنيا، من ذلك أنه قال: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء).

وعلى هذا النسق من التحذير والتنبيه جاءت أحاديث كثيرة جداً، كذلك القرآن الكريم قلّما تجد صفحة أو صفحتين من القرآن الكريم ليس فيها تنبيه أو تحذير من أمر الدنيا، وقد رأينا مصيبة الدنيا في أحد حين قال الصحابة: الغنيمة الغنيمة.

حتى بعد النصر وبعد استيفاء معظم صفات الجيش المنصور، وحتى بعد طلب الآخرة في أول المعركة، إن دخل طلب الدنيا فإن هذا يؤثر على الجيش بكامله.

إذاً: هذه المصيبة الكبيرة لفتت الأنظار بوضوح إلى خطورة الدنيا، ولو مر الأمر دون مصيبة أو كارثة لما عرف أحد أن الدنيا خطيرة لهذه الدرجة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015