الأثر السابع من آثار غزوة بدر أثر الغزوة على الأعراب حول المدينة.
كانت حياة الأعراب تقوم في الأساس على السلب والنهب، فهم قطاع طريق ولصوص، وقيام دعوة أخلاقية في داخل دولة قوية مثل دولة الإسلام قد يحجم من السرقات وقطع الطريق الذي يقوم به الأعراب.
ولما انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر بدأ الأعراب يفكرون في محاولة جمع أنفسهم للقيام بغزو المدينة المنورة؛ لمنع هذه القوة من التنامي، فإن هذه القوة لو كبرت فإنها ستوقف نشاط الأعراب حول المدينة، فجمعت بنو سليم نفسها وبدأت تقرر غزو المدينة المنورة.
عرف الرسول عليه الصلاة والسلام أن بني سليم تجمع الأعداد لغزو المدينة، فأخذ نفسه والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وانطلقوا بسرعة إلى بني سليم، فلما رأى بنو سليم النبي صلى الله عليه وسلم قادماً فروا إلى الجبال وتركوا كل شيء، وعاد صلى الله عليه وسلم من بني سليم بكمية كبيرة من الغنائم، مقدارها (500) بعير وزعها على جيش المدينة المنورة، وكان هذا في شوال سنة 2هـ، أي: بعد الرجوع من بدر بحوالي سبعة أيام فقط، وكان فيها نصر كبير للمسلمين، وازدادت الرهبة والهيبة للدولة الإسلامية في الجزيرة العربية، وعلى غرار غزوة بني سليم كان هناك أكثر من غزوة في هذه السنة التي تلت غزوة بدر، إذاً: هذا كان من أهم الآثار لغزوة بدر.