الجندي السادس من جنود الرحمن في بدر: هو الفرقة بين الكافرين بدون أي تدخل من المسلمين.
لا شك يا إخواني! أن فرقة الكافرين تضعف صفهم، وأحياناً يسعى المسلمون إلى إحداث هذه الفرقة بين الكافرين؛ لأجل توهين قوتهم، مثلما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الأحزاب لما قال لـ نعيم بن مسعود رضي الله عنه: (خذل عنا)، لكن هناك أوقات تحصل فيها الفرقة بين الكافرين من غير أن يفعل المسلمون شيئاً، هذه الفرقة جندي من جنود الرحمن، يرسله رب العالمين سبحانه وتعالى لإضعاف الصف الكافر، فقد رأينا انسلاخ الأخنس بن شريق بثلاثمائة من الكفار قبل موقعة بدر، أي: قبل أن يرى المسلمين أصلاً، ورأينا الصراع بين قادة المشركين وانقسام الصف، والتراشق بالألفاظ والاتهامات، ورأينا كل واحد يبحث عن مصلحة خاصة، وكل هذا في أرض القتال، في مكان لابد أن يكون فيه وحدة، وهذا الشيء يحصل دائماً في صف الكافرين إن وجد المسلمون الذين يستحقون النصر، لكن إن لم يكن المسلمون على هذه الصورة فإننا نجد أن الكفار يتوحدون، وتتفق آراؤهم، وتزداد قوتهم، والأمر في النهاية يعود إلينا نحن، فإن كنا على خير فرق الله عز وجل بين عدونا، وإن كنا غير ذلك جمع الله عز وجل عدونا، فتكون لهم الغلبة علينا؛ حتى نعود إلى ديننا وإلى ربنا سبحانه وتعالى.
إذاً: هذا هو الجندي السادس من جنود الرحمن سبحانه وتعالى: الفرقة بين الكافرين.