حجاجهم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان مواجهتهم بما سيرونه في الدنيا أولى من أن يقال سترون في الآخرة مصداق ذلك.

ثانياً: أن الفاء في {فَتَرْضَى} في قوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] للتعقيب، مما يفيد تأييد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المباشر بهذه البشريات، وذلك أقرب أن يكون في الدنيا، مع التصديق بوقوع ذلك في الآخرة بلا شك.

ثالثاً: كان في قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1)} فقد ذكرنا أن ذلك يشير إلى أن نزول الوحي عليه هذه المرة يشبه الإشراق وانبلاج النور وفشوه، ومجيء الصبح المضيء للكون، وذلك في الدنيا.

وعلى أية حال فقد جمع له ربه سبحانه الخير في العاجل والآجل، وبشره بوقوع ذلك ليراه المكذبون على أعينهم في حياتهم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة.

وتستمر المعاني الجميلة تتدفق من الآية تبين رفعة مكانته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذلك ما نراه في قوله:

{لَكَ} حيث اللام هنا هي لام الاختصاص، أي خير مختص بك (?)، وهو شامل لكل ما له تعلق بنفس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فهو ثناء بالغ عليه، وفي ذاته، فكل شيء متعلق بذاته المشرفة في ازدياد من الخير، وكذلك دينه، وفي أمته أيضاً، أي هو في نفس الوقت وعد لا يتخلف من الله

- جل وعلا - بأن ينشر دين الإسلام، وأن يمكن أمته من الخيرات التي يأملها النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015