إن غزوة بدر بهذا العرض في نظر الباحث كانت الأساس المتين والدستور القويم لكل ما أتى بعد ذلك من أحداث، وإذا نظر الباحث، أو القارئ المتفحص لأىِّ مما وقع في السيرة والغزوات التالية لبدر ليقال له ألم ينبه على ذلك في غزوة بدر؟ ألم يأت مصداق ذلك في قصة بدر؟ إلى آخره
إذن فما كانت فرقاناً من لا شيء، لا يعبر به وله، بل لأضخم حدث مهد لكل خير وهداية للإسلام والمسلمين والبشرية في نفسها وواقعها، في الأرض والسماء، وما بعد انتهاء الدنيا.
إنه بدون مبالغة ما مِنْ قضية وقعت بعد بدر من نصر أو هزيمة إلا وكانت سطور بدر تنبض بها، وكذلك من أخلاق ودعوة، أو من أُخُوَّة ومحبة، أو من اعتقاد واتصال بالله واعتماد عليه وثقة فيه.
كل ذلك يحتاج إلى بحث آخر ضخم لا تحتمله الرسالة، ولذا نتوقف في هذا الفصل عند هذا الحد، وإن احتملت الرسالة شيئاً جديداً نضيفه وإلا فمحله بحث ضخم قائم بذاته غير هذه الرسالة نرجو من الله تعالى التوفيق له.