بالفاء للنكتة المذكورة ..... إلى أن يقول: وأما القول بأن {فَاضْرِبُوا}، إلخ خطاب منه تعالى للمؤمنين وأنى ذلك؟ والسورة الكريمة إنما نزلت بعد تمام الواقعة. وبالجملة الآية ظاهرة فيما يدعيه الجماعة من وقوع القتال من الملائكة (?).

{فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}، أي الرؤوس من المشركين، وفوق باقية على ظرفيتها، وقيل: إنها مفعول به، وهي بمعنى الأعلى إذا كان بمعنى الرأس، وقيل: زائدة، وقيل بمعنى على أي على الأعناق أو الأعناق.

{وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}، وهي جمع بنانة وهي الإصبع وقيل طرفه، وإنما خصت الأعناق والبنان لأن ضرب الأعناق إتلاف لأجساد المشركين، وضرب البنان يبطل صلاحية المضروب للقتال، وضرب الملائكة يجوز أن يكون مباشرة بتكوين قطع الأعناق والأصابع بواسطة فعل الملائكة على كيفية خارقة للعادة، وقد ذكرنا في السيرة عن بعض الصحابة ما يشهد لهذا المعنى (?)، وعلى المعنى الثاني يكون بتسديد ضربات المسلمين فيكون إسناد الضرب اليهم مجازاً عقلياً لأنهم سبب جاء الخطاب القرآنى ليبين لنا بعد ذلك كله – مع أننا اختصرناه لأقل ما يمكن – ليشدد على موقفين وهما موقف المشركين وموقف المسلمين.

الأمر الأول: موقف المشركين:

حيث ذكر أن سبب ما فعل بهم إنما كان لمشاقة الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما ينتظرهم في الآخرة أشد أنكى فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِن اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَن لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)} [الأنفال: 13 - 14].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015