جيش المسلمين لا يمثل كل طاقاتهم العسكرية؛ فإنهم خرجوا لملاقاة القافلة، ولم يعلموا أنهم سيواجهون جيش قريش.
كان تعدادهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً (?)، منهم مائة من المهاجرين، وبقيتهم من الأنصار. هذه رواية الزبير بن العوام، أما رواية جابر - وقد رده الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بدر
لصغره - أن المهاجرين يزيدون على الستين، والأنصار يزيدون على الأربعين ومائتين (?).
وقد أذن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لحذيفة بن اليمان، ولأبيه - رضي الله عنهما - بعدم الخروج معه لأنهما كانا قد وعدا كفار قريش بعدم القتال معه؛ فطلب منهما الوفاء بعهدهما (?).
التحق أحد شجعان المشركين بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الطريق، ليقاتل مع قومه، فرده رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: «ارجع، فلن استعين بمشرك»؛ كرر الرجل المحاولة، فلم يقبل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلم الرجل والتحق بالمسلمين (?). وهنا تظهر قضية العقيدة بصبغتها الإسلامية، خاصة في أول معركة يقاتل فيها المسلمون.
كان مع المسلمين فَرَسان، وسبعون بعيراً يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد، وكان أبو لبابة، وعلى بن أبى طالب زميلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فعندما جاء دوره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المشى، قالا له: «نحن نمشى عنك» فقال لهما: «ما أنتما بأقوى منى، ولا أنا بأغنى عن الأجر