في الجحفة» (?)
ووعكت عائشة (?) رضى الله عنها، وابن فهيرة (?)، لأن المدينة كانت مشهورة بالحمى، حتى قال مشركو مكة عن المسلمين في عمرة القضية: «أنه يقدم عليكم وفد وهنتهم حمى يثرب» فأمرهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا ما بين الركنين، ليروا المشركين قوتهم، وأن الحمى لم تنهكهم كما يزعم الكفار. (?) واستجاب الله دعاء نبيه فجعلها من أطيب البلاد بعد ذلك.
تهديد قريش للمسلمين بعد الهجرة:
لم تترك قريش المسلمين يستقرون في المدينة حتى أرسلوا لكفار المدينة تهديدات شديدة بطرد المسلمين، وقد وجدوا عبد الله بن أبى بن سلول خير من يقوم بهذا الموقف حيث ما زال كافراً ظاهراً وباطناً، وكان يعادى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه، ويؤذى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويسىء إليه، لأنه كان يرى أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد سلبه ملكه، فقد وصل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة، وأهل المدينة يعدون له تاج الملك عليهم، فتركوه وآمنوا، ومن حينها أظهر عداءه وبغضه للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجاءت موقعة بدر وهزم الله قريشاً فدخل ابن سلول الإسلام كرهاً ظاهراً، وظل كفره باطناً يحارب الله ورسوله والمؤمنين، وصار بذلك رأس النفاق، وكان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لحكمته وحسن سياسته يعرض عنه، فلا يقابل إساءته أو أذاه بشيء، - حتى إنه آذى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات