- تقريباً - الآمرة بطاعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تكذب وات وهو يعلم ذلك، إذ نزلت قبل الحديبية (?).

ثم ما هي القوة التى حملت المؤمنين على الطاعة وتحكيم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما ذكرت؟! أليس هو صاحب المكانة والنفوذ الضعيفين؟! لدرجة عدم تمكنه من ملاحقة ابن أُبَىٍّ؟ فما الذى تغير حتى تكون له كل هذه القوة الحاملة على انقياد المدينة والتزامها بأوامره، وما المانع إذاً أن يكون دستور المدينة قد أمر بطاعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتحكيمه؟! مع أننا متيقنون أنه لم يكن يحكم غيره، أو ما سمعنا - فيما وصلنا - تحكيم غيره، أو طاعته، على شيء من هذا النحو الذى كان عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم إذا كان مَرَدَّ قوة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، التى حملت الناس على تحكيمه هو الوحىُ، فقد كان الوحى أقدم من صياغة الوثيقة، فما المانع - على رأى وات - أن يُحْملوا على تحكيمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أول يوم وصل المدينة بتلك القوة الجبرية المدعاة.

ثم إن هناك واقعاً يعلمه وات قد حدث في العقبة الثانية، وهو بيعة الأنصار للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد ذكر ذلك ابن اسحاق، فيما رواه عن عبادة بن الصامت، يدل على وجوب طاعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حيث يقول في بيعة العقبة: «بايعنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في يسرنا وعسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم» (?).

وقد كانت علاقة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمسلمين في دستور المدينة، غير موقوفة على أن يسمعوا له ويطيعوا عندما يدهم المدينة عدو، بل ما رأيناه من سعد بن معاذ - رضي الله عنه - عند مسير قريش إلى المدينة، يوضح خلافه، فقد قال - رضي الله عنه - عندما رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يود أن يسمع رأى الأنصار في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015