بين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يوادع فيها اليهود، والثانية بين قريش (المهاجرين)، والأنصار، تنص على حقوقهم، وواجباتهم، وما يلتزم به كل طرف، وقد ساق أدلته على ذلك، التي منها: أن كتاب اليهود، كان عند قدوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة، والكتاب بين المهاجرين والأنصار، كان عند مرجعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من بدر منتصراً على قريش، وكان المهاجرون قد كثروا من مكة، ومن غيرها إلى الدرجة التي تُلْزِم - بعد هذا النصر - أن يوضع دستور يحدد تلك العلاقات.
وأما ماورد من كتابةٍ بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبين اليهود بعد قتل كعب بن الأشرف اليهودى، - وكان قتل بعد بدر الكبرى -، فإنما كان توكيداً لما سبق، لأن قتل ابن الأشرف كان بسبب نقضه العهد بينه وبين المسلمين، وإعلان العداوة للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وممالأته لقريش على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورثائه لقتلى بدر، إلى آخر مافعله غادراً بعهده مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمسلمين، وقد نزل من القرآن الكريم، ما يؤيد ذلك بعد بدر، كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56)} (?) [الأنفال: 56]. وهي تشير إلى أكثر من معاهدة تمت بين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واليهود، كما بين ذلك أهل التفسير (?).
ونستعرض الآن بنود الصحيفة سريعاً، مع تحليل لايخل بالمقصود؛ لنرى تقدم الإسلام في هذا الباب، وسبقه للدنيا في إقرار الدساتير، والعمل بمقتضاها، ولنرد سريعاً على "وات" في مزاعمهم التي أوردها.
أما نص الوثيقة فهي: