سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} [الضحى: 1 - 3]. (?)

وقد نزل قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)} [الحجر: 95]، لتدل على وجود هؤلاء المستهزئين، وشدة استهزائهم وأذاهم، بدليل ما فعل الله تعالى بهم، وكان فعله - سبحانه - بهم تسلية للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتقوية لعزمه.

وكان من هؤلاء المستهزئين رؤوس الكفر وأئمة الضلال، فأرسل الله سبحانه عليهم جبريلَ - عليه السلام -، بأنواع العقوبات، حيث أبادهم وقطع دابرهم، بأن عاقبهم عقوبات شديدة في أبدانهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، ويكفى نزول القرآن الكريم بذلك المعنى، وهؤلاء المجرمون هم: الأسود بن عبد المطلب بن أسد، والأسود بن عبد يغوث الزهرى، والوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى، والحارث ابن عيطل السهمى (?).

وكان من كبار المستهزئين أبو جهل، وروى عنه البخاري أنه قال مستهزئاً: «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.» (?)

واستكمالاً للسخرية والاستهزاء المنبنية على التعالى والكبر، قال المشركون

للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا نرضى بمجالسة أمثال هؤلاء، يعنون صهيباً وبلالاً وخباباً فاطردهم عنك، فهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك طمعاً في إسلامهم وإسلام قومهم، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015