أذى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ونبدأ بما لقى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الأذى ونتبعه بما لاقى الصحابة - رضي الله عنهم -، كل ذلك مما جاءت به السيرة، ثم نرتب أنواع المحاربة، والمواجهات التى قام بها المشركون لإيقاف الدعوة ومجابهتها، ثم نلخص ما ورد في القرآن الكريم من هذه السيرة، وبعدها نقف مع "وات" لنذكر كلامه في هذا البحث «الاضطهاد»، لنرى أنه لا يستحق الرد.
أتخذ الأذى صوراً شتى من السب العلنى بكل أساليبه وألفاظه، ومن الضرر المادى.
وهذا الروايات تعتضد لتثبت الوقوع التاريخى للحدث، ويجيء الاثبات القرآنى الجليل ليؤكد صحة ذلك بما لا يدع مجالاً للشك، دون التعرض لكل الجزيئات إذ ذلك ليس من مقصود القرآن الكريم ككتاب هداية ونور.
من هذه الروايات ما جاء عن أم جميل بنت حرب، امرأة أبى لهب أنها أقبلت عندما نزل قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} [المسد: 1]، وهي تنشد: مُذَممٌّ أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصيناً، ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جالس في المسجد ومعه أبو بكر - رضي الله عنه - فسألت أبا بكر إن كان النبي قد هجاها، فنفى ذلك (?). وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفرح لأن المشركين يسبون مذمماً يقول: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عنى شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمماً وأنا محمد». (?)
ويحكى عبد الله بم مسعود - رضي الله عنه - وهو أحد شهود هذه القصة فيقول: «بينما رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائم يصلى عند الكعبة، وجمع من قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائى! أيكم يقوم إلى جزور آل فلان، فيعمد إلى فرسها ودمها وسلاها، فيجيء به ثم