وأوضح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلة بينه وبينهم، وأن عصبية القرابة التى يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتى من عند الله. (?)

ومن الطبيعى أن يبدأ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دعوته العلنية بإنذار عشيرته الأقربين، إذ إن مكة بلد توغلت فيه روح القبلية، فبدء الدعوة بالعشيرة قد يعين على نصرته وتأييده وحمايته، كما أن القيام بالدعوة في مكة لابد أن يكون لها أثر خاص لما لهذا البلد من مركز دينى خطير فجلبها إلى خطيرة الإسلام لا بد أن يكون له وقع كبير على بقية القبائل، على أن هذا لا يعنى أن رسالة الإسلام في أدوارها الأولى محدودة بقريش، لأن الإسلام اتخذ قريشاً الخطوة الأولى في دعوته العالمية حيث نص في أوائل ما نزل على عالميتة {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)} [ص: 87] (?)، وكان الموقف السلبى لعشيرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقريش من الدعوة دليلاً على المصورين له بدعوة القومية العربية، أو الحزب الهاشمى، إذ كان من رؤساء العشيرة أبو طالب وأبو لهب ممن مات على الكفر. (?)

ثم يشير ترتيب الدعوة بإنذار الأقربين، إلى هذا الأولويات التى ينبغى أن يراعيها الدعاة إلى الله تعالى وكل داع حال دعوته، ودرجات المسؤلية التى تتعلق بكل مسلم خصوصاً وعموماً. (?)

ونعود إلى إسلام أبى ذر مرة أخرى، حيث قد أسلم - رضي الله عنه - على التحقيق في فترة الجهر بالدعوة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015