ولست بساقيكما قالا فهل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر وأخذ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الضرع فدعا، فحفل الضرع، وأتاه أبوبكر بصخرة منقعرة، فحلب ثم شرب هو وأبو بكر ثم سقيانى. ثم قال للضرع: اقْلُص فقلص، فلما كان بعد أتيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قلت علمنى من هذا القول الطيب – يعنى القرآن – فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعنى فيها أحد». (?)
وذكرت رواية أنه كان سادس من أسلم.
ولا شك في تقدم إسلام خباب بن الأرت، وروى أنه السادس في الاسلام (?)، وكذلك تقدم إسلام بلال الحبشى، وكان عبداً رقيقاً فاشتراه أبو بكر وأعتقه. (?)
وقد ثبت أن عمار بن ياسر أسلم مبكراً فقد قال عن نفسه: «رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر». (?)
ونذكر تكملة لذلك من غير قريش ومن خارج مكة قصة عمرو بن عبسة السلمى، فقد كان يرى نفسه رابع أربعة، هم أول المسلمين حيث يقول: «فلقد رأيتنى إذ ذاك ربع الإسلام». (?)