وقد ذكر عبد الله النعيم في كتابه الاستشراق في السيرة النبوية أن الدكتور "محمد حميد الله الحيدر آبادي" قد قام بتحقيق رسائل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في كتاب سماه "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي" (?) ولم يتبين أو يُثِر فيها شكًا ولا تناقضًا – ليس دفاعًا عن رسائل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنه لم يرد بها على أحد، وإنما أورد الرسائل كما وردت في السنة المشرفة كبحث من بحوثها، وليس أمامنا إلا افتراض أن تلك النصوص التي نقلت هي ما قيل ما دام ذلك صحيحاً، ما لم يكن عندنا طعن في سندها أو متنها من المتخصصين في هذا العلم، فما كان إذن على "وات" إلا التسليم بصحة الرسائل، ثم بعد ذلك ينظر في فهمها وتحليلها، وهو ما لم يحدث بل ألقى القول على عواهنه، ومن غير متخصص فيه، بعد عدم نجاحه في تكذيب أو رد تلك الرسائل.

إذا نظرنا في تلك الرسائل رأيناها جميعًا ذات صبغة دعوية إسلامية: "إني أدعوك إلى الله وحده، وأن تتبعني وأن تؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله" (?) أو قوله فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم" وليس فيها إشارة من قريب أو من بعيد أو قول أصلاً لعقد محالفات سياسية، أو منع مكة من المساعدات الخارجية.

إن مما لا شك فيه أن تعامل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع كل أولئك لم يكن من منطلقات سياسية، لأن الوضع السياسي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو كما يقول "وات" السياسي الحكيم ما كان يسمح بالسياسة والتحالفات مع كل أولئك بأي حساب من حسابات القوى، ومن ثم لم تكن له إلا الوجهة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015