للنصرانية، وإن ما ذكره "وات" من تشابه بين بعض أحكام اليهودية والمسيحية، لم يقرها القرآن الكريم إلا بعد استقرار الشرع في المدينة المنورة فأنى لورقة وقد مات مبكرًا جدًا بعد البعثة أن يوحي بها لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو يعلمه إياها، إنه ضلال وخطل ومغالطة، وقل ما شئت من وصف في هذا كلام، نختصر هذا الكلام لنستأنف ما بعده (?).
المنهج الثاني: المنهج العلماني أو التاريخي:
وهو ما اتبعه المستشرقون ومدعو التوحيد منهم كـ "وات" في عدم إمكان وقوع الظواهر الدينية التي لا تخضع لقوانين الأجسام المادية المعروفة، إذ يقول: " إن العديد من القصص ذات الطابع الديني يكاد يكون من المتيقن أنها ليست حقيقية من وجهة نظر المؤرخ العلماني الواقعية" (?) من تلك القصص - كما يلفظ سوءًا - إرهاصات النبوة وشق الصدر، ورؤية جبريل، والوحي الإلهي، وكثير سنذكره في حينه مع الرد عليه إن شاء الله تعالى.
المنهج الثالث: المنهج المادي (الاقتصادى):
هو العامل الحاسم في الإيمان، أو لابد من اعتبار هذا العامل (?)، حيث يعزو "وات" ظهور الإسلام بأن ذلك كان ردًا على مرض العصر الذي سببه التطور الذي انتقل بالعرب من حياة بدوية إلى اقتصاد حضري (?)، وأن القبائل الممثلة في العقبة الأولى كانت مؤلفة من البروليتاريا (?)، وأن الطمع في الغنيمة جاء بالكثيرين إلى المدينة.