المبحث الرابع منهج «وات» وغيره في تعامله مع السيرة

المبحث الرابع

منهج «وات» وغيره في تعامله مع السيرة

تكملة للكلام مع بعض الإطالة والتوضيح، يحسن أن نذكر منهج "وات" وغيره في تعامله مع السيرة لأنها كانت جل اهتمامه؛ حتى تتكامل أركان هذا الجزء من البحث (?)، وحتى إذا جاء لها موضع من البحث نذكر بها، لا نكررها، ونسوقها على ترتيب آخر غير ما ذكره الكاتبون في ذلك مركزين على ما ذهب إليه "وات".

المنهج الأول: هو منهج التأثر والتأثير:

والذي ذهب بمقتضاه من يدعي العلمية والإنصاف إلى تفريغ سيرة الرسول والإسلام كله من الوحي الإلهي، وذلك بإحالته إلى عناصر خارجية كاليهودية والمسيحية بل والفارسية والبوذية، فقد أرجع "وات" الإسلام إلى أفكار (ورقة بن نوفل)، حيث بلا شك تحدث - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع ورقة المسيحي، إلى آخر هذا الهذيان الذي يغني فساده عن إفساده، حيث يدعي وقوف (ورقة وخديجة) خلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يشد أزره مما اعتراه من الخوف، ثم يزعم أن لقاءات متتابعة قد تمت بينه وبين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبين تأثره (بورقة) ونقله لما كان يدرسه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015