حصلت من البلغاء فبأضعاف هذه الجملة، مع عدم تأدية كل المعاني التي تحتويها.

- إن كلمة {قُلْ} هنا تنفي نسبة الوحي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مع رفع الاحتشام عنه - عليه الصلاة والسلام - في تزكية نفسه، مع تأكيد المعنى الذي سيقت لأجله، بالتكرار له إلى يوم القيامة وهو - مثلاً - كما في الآية الأولى يرفض الشرك امتثالاً لأمر الله - جل جلاله - وإن أتباعه المؤمنين مطالبون أيضًا بهذا القول، معلنون به، غير راجعين عنه أو مداهنين فيه.

- وقوله: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} أي بمحالفة أمره ونهيه أي عصيان كان، ويدخل فيه ما ذكر في السياق دخولاً أوليًا، وهذا بيان من الله تعالى بحال نبيه المعظم، وهو كمال اجتنابه - عليه الصلاة والسلام - عن المعاصي على الإطلاق (?)، إذ لا معنى لخوفه العظيم هذا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مع الوقوع في أي معصية كانت؛ لأن قدر الخوف على قدر العذاب، وبمقدار ما يخاف المرء يمتنع عن الأسباب المفضية لهذا العذاب المهول، وتلك تدل على العصمة الكاملة لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (?)، والآية رد واضح جلي على من يخالف هذا المعتقد، وتوضيح بليغ لما تُوهمه بعض الآيات القرآنية (?) بخلاف هذا الرأي السديد، وبالتالي تحمل هذه الآيات على ما يليق بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وما يوافق آيات العصمة؛ جمعًا بين الآيات الكريمات كلها في هذا الصدد.

- وفي العدول عن لفظ الجلالة إلى قوله {رَبِّي} في الآية إيماء إلى أن عصيانه أمر قبيح، لأنه ربه الذي يربيه، ويقوم على شؤونه فكيف يعصيه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015