ورسولي سميته المتوكل» (?) وآيات القرآن الكريم مليئة بالكلام على التوكل والمتوكلين, الذي يؤكد أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو معلمهم التوكل كما علمهم الإيمان وغيره من أمور الدين اعتقادًا وعملاً وسلوكاً.

وإذا أشرنا إلى ما يوضح عصمة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - من كيد الشيطان وتسلطه, نأتي إلى ما يتعلق بوسوسة النفس, أو بأمرها الإنسان بالسوء, ترى ينطبق على الإنسان المؤمن الكامل فضلاً عن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - أن توسوس له نفسه بما يخالف الشرع, ويوقع في غضب الرب - سبحانه وتعالى - , أو في التقصير في حقوقه, لنرجع إلى قصة يوسف - عليه السلام - ننظر فيها ما يتعلق بالنفس، ومدى حملها الإنسان على المخالفة، وذلك في قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)} [يوسف: 53].

ظاهر ترتيب الكلام أنه من كلام امرأة العزيز (?)، مضت في بقية إقرارها فقالت: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} وذلك كالاحتراس مما يقتضيه قولها عن يوسف - عليه السلام -: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} من أن تبرئة نفسها من هذا الذنب ادعاء بالبراءة العامة فقالت: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}، فالواو استئنافية، والجملة ابتدائية، وجملة: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} تعليل لجملة {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}، أي لا أدعي براءة نفسي من ارتكاب الذنب؛ لأن النفس كثيرة الأمر بالسوء، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015