أقرع بينهم أيهم ينحر، فطارت القرعة على عبد الله بن عبد المطلب، وكان أحب الناس إلى عبد المطلب، فقال عبد المطلب: اللهم هو أو مائة من الإبل ثم أقرع بينه وبين الإبل، فطارت القرعة على المائة من الإِبل (?). والرواية يبدو أنها كانت متداولة في أوساط العائلة. وقد بيَّنَت روايتان مرسلتان عن الزهري وأبي مجلز أن النذر وقع عندما حفر عبد المطلب زمزم واشتدَّ عليه من قومه الأذى (?). ومناسبة النَّذر وردت من طرق أخرى عديدة لكنها شديدة الضعف مدارها على الواقدي وابن أبي سَبْرة وأمثالهما. (?).
ولم تحدد رواية صحيحة تأريخ عزم عبد المطلب على الوفاء بنذره بنحر عبد الله ابنه، لكن رواية ضعيفة من طريق الواقدي تذكر أن ذلك قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين (?). ولعل هذا يوافق ما ذكره موسى بن عقبة عن الصحابي حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي -ابن أخي خديجة- قال: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله (?).
والحادث يوحي بما خطه القدر الإلهي من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه عبد الله ابن عبد المطلب، فقد حفظ الله حياة عبد الله بما صرف عبد المطلب عن نحره.