وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (?).
فأرادا الاستجابة إلى الملاعنة ثم عدلا عن ذلك خوف أن تصيبهم اللعنة وطلبا منه المصالحة على أن يدفعوا الجزية، فأرسل معهم أبا عبيدة عامر بن الجراح لتحصيلها (?)، ولا شك أن مصالحة أهل نجران (?) على الجزية ربطتهم بدولة الإسلام، وقطعت الأواصر بينهم وبين الروم، فكان ذلك تأميناً لظهر المسلمين وهم يخططون لمواجهة كبيرة مع الروم في الشام.
وقد ذكر البخاري وفد الأشعريين وأهل اليمن كما ذكر وفد دوس ووفد طيء وقدوم عدي بن حاتم الطائي.
وذكر ابن عباس إرسال بني سعد بن بكر لضمام بن ثعلبة إلى المدينة، وكان رجلا جلدا كثير الشعر له غديرتان، فأناخ بعيره على باب المسجد وعقله، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب. قال: محمد؟ قال: نعم، قال: يا محمد إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن علي في نفسك فأني لا أجد في نفسي، قال: سل عما بدا لك. قال: أنشدك الله ... الله بعثك إلينا رسولا؟ قال: اللهم نعم، قال: أنشدك الله ... الله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأوثان والأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟ قال: اللهم نعم.