وقدر أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حدرد الأسلمي للتعرف على أمرهم فمكث فيهم يوماً أو يومين ثم عاد إلى المسلمين بخبرهم (?). فأخذ المسلمون أهبتهم واستعدوا لمواجهتهم.
واستعار النبي صلى الله عليه وسلم مائة درع من صفوان بن أمية (?)، وكان لا يزال على الشرك، وقد سأله صفوان إن كان يأخذها غصباً أم عارية؟ فأخبره أنها عارية، وقد أعادها إليه بعد غزوة حنين شاكرا له صنيعه (?). وقد أورد عبد البر روايات دون أسانيد تذكر أنه صلى الله عليه وسلم استقرض من حويطب بن عبد العزى أربعين ألف درهم، وقبل عون نوفل بن الحارث بن عبد المطلب له بثلاثة آلاف رمح (?). ولا مانع من استعانته بهما إذ ثبت أنه استعان بصفوان وهو مشرك.
وخاصة أن كيان الإسلام كان راسخا وأن صبغة المعركة الإسلامية لا يؤثر فيها قبول معونة من سواهم ما دامت لا تفرض عليهم شروطا تخل بالتزاماتهم العقدية.
ولم يطل استعداد المسلمين فإن الجيش الذي فتح مكة لم يلق من الجهد والقتال سوى مناوشات يسيرة في الخندمة، فكان على استعداد لمواجهة هوازن، وخلال أيام تحرك المسلمون باتجاه حنين في اليوم الخامس من شوال - وقد
مضى على مقامه بمكة بعد الفتح خمس عشرة ليلة وكان فتحها في التاسع عشر من رمضان- ووصلوا إلى حنين في مساء العاشر من شوال (?). ويبدو من ذلك أنهم