ويستشف من غزوة الحديبية الحد الأعلى للمدة التي يجوز فيها مهادنة الكفار عليها لأن الأصل في العلاقة معهم الحرب لا الهدنة. ويستدل بها على جواز مصالحة الكفار على رد من جاء من قبلهم مسلماً.
وفيها وضح الرسول صلى الله عليه وسلم بعض مسائل العقيدة فبين كفر من يقول (مطرنا بنوء كذا وكذا) فهو كافر بالله مؤمن بالكوكب (?). وبين استحباب التفاؤل بقوله (سهل أمركم) لما قدم سهيل بن عمرو (?).
وفي الغزوة يظهر جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم مثل التوضأ بماء وضوئه، وهو خاص به خلافاً لآثار الصالحين من أمته (?).
وحدث في طريق العودة أن نام المسلمون عن صلاة الصبح فلم يوقظهم إلا حر الشمس، وكان بلال بن رباح موكلاً بحراستهم فغلبه النوم، فصلوها بعد خروج وقتها، فهي السنة فيمن نام عن صلاته أو نسيها (?).
وفي طريق العودة ظهرت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الطعام والماء، قال سلمة بن الأكوع: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا (?)، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فجمعنا مزاودنا (?)، فبسطنا له نطعاً (?) فاجتمع زاد القوم على النطع قال: فتطاولت لأحرزه كم هو؟ فحرزته كربضة العنز، ونحن أربع عشر مائة. قال: فأكلنا حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا