وجه المسلمون جهودهم للمحافظة على الحصار الاقتصادي الذي فرضوه على قريش، ويبدو أن بعض القبائل المستفيدة من تجارة قريش ومرورها بديارها قامت بتجمعات للتحرك ضد المسلمين من ذلك أن بني سليم وغطفان جمعوا جموعا بقرقرة الكدر وهي ماء لبني سليم، فقاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا وداهمهم على الماء، فلم يجد سوى الإبل، فقد فر المقاتلون لما سمعوا بقدومه، فأقام ثلاثة أيام بالمكان ثم عاد (?). وذكر ابن سعد - بدون إسناد - أن الغنيمة كانت خمسمائة بعير، وأن المقاتلين كانوا مائتي رجل (?).
وقام أبو سفيان بعمل انتقامي حيث قدم سراً بمائتي فارس من مكة، ولجأوا إلى بني النضير في أطراف المدينة، ثم قام بمهاجمة ناحية العريض - واد بالمدينة في طرف حرة واقم - فقتل رجلين وأحرق نخلا وفر عائدا إلى مكة. وقد تعقبه المسلمون إلى قرقرة الكدر فلم يدركوه، وعادوا بالسويق الذي رماه المشركون للتخفف من حملهم والمسارعة في الفرار فسميت بغزوة السويق (?).
وبعد شهر من غزوة السويق التي كانت في محرم سنة ثلاث، غزا الرسول صلى الله عليه وسلم نجدا يريد غطفان التي تجمعت في ذي أمر ففروا أمامه ولم يقع قتال. فأقام