وهذه الرواية منكرة سندًا ومتنًا، ومن يقرأ الروايات المختلفة عنها يدرك مدى الاختلاف والاضطراب في سوقها سواء في تعيين المرأة، إذ مرة هي خثعمية وأخرى أسدية قرشية اسمها قتيلة، وثالثة عدوية اسمها ليلى، وكذلك في صفة عبد الله عندما التقته فمرة هو مطيَّن الثياب وأخرى هو في زينته (?)!! ومثل هذا الاختلاق ينبغي أن يطرح من دراسات السيرة الجادة.

وفاة عبد الله:

ولم يرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أباه، فقد مات في المدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكان في مهمة تجارية فمرض عند العودة ومات فدفن هناك. ولم ترد رواية صحيحة في حادثة وفاته، إذ كل ما ورد عنها ضعيف ضعفًا شديدًا أو مرسل ضعيف وأقوى ما ورد قول الزهري مرسلًا: "بعثَ عبدُ المطلب عبدَ الله بن عبد المطلب يمتار له تمرًا من يثرب، فتوفى عبد الله بها، وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في حجر عبد المطلب" (?).

ويتفق مع قول الزهري حديث يرويه قيس بن مخرمة وهو صحابي ذكر ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:"توفى أبوه وأمه حبلى به" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015