دفاعية فإن كل طرفٍ يتحمل نفقته، أما في الحرب الهجومية؛ فلا ينتظر طرف مساعدة الطرف الآخر.
وأيضًا حددت الصحيفة موقف اليهود باعتبارهم من سكان يثرب مع قريش العدو الرئيسي للدولة الإسلامية الجديدة؛ فقررت ضرورة اشتراك اليهود في الدفاع عن يثرب إذا هاجمتها قريش، وأن عقد الصلح مع قريش، أو عقد أي اتفاقٍ معها يتطلب الموافقة أولًا من السلطة المركزية متمثلة في الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم.
أيضًًا أتاحت الصحيفة تطبيق نفس الشروط، ليس على اليهود المخالفين للأوس، والخزرج فحسب، بل على القبائل اليهودية الكبرى إذا رغبت في ذلك، وأكدت الصحيفة عدالتها في معاملة اليهود بأنها لن تأخذهم جميعًا بجريرةٍ فردية، وإنما ستعامل كل جماعة منهم حسب ما يبدر منهم.
وتحدثت الصحيفة عن سيادة الدولة، وإقرار مظاهر تلك السياسة، وتوجت الصحيفة شروطها بإقرار النظم الخاصة بسيادة الدولة، وبيان حقوق رأس تلك الدولة، وهو الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وتمثلت قواعد سيادة الدولة فيما يلي:
1 - اتحاد السكان جميعًا لدفع أي عدوان يمس سيادة الدولة سواء أصاب هذا العدوان فردًًا، أو مجموعة تتصل أعمالها، أو مهامها بشئون الدولة، وأمنها، وكان هذا النظام أهم قواعد الدولة الجديدة، وأسباب تفوقها على أعدائها المحيطين بها من أتباع النظم القبلية؛ إذ غدت سيادة الدولة سياجًًا يحمي المواطنين جميعًا، ولزامًًا يجعلهم صفًا واحدا في معالجة الأخطار التي تواجههم.