ويقول -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية: 28) ومعناه: إنما يخشاه سبحانه بالغيب العالمون به، وبما يليق من صفاته الجليلة وأفعاله الجميلة، فالعلماء هم أهل خشيته -سبحانه وتعالى- وتعظيم قدرته.
وفي السنة ما يؤكد ذلك أيضًا؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ما سلك رجل طريقًا يبتغي فيه العلم إلا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)) وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)).
وقد جعل الإسلام من العلم أحيانًا مطلوبًا شرعيًّا، وليس مجرد حق يصح للإنسان أن يتركه، فقال -عز وجل-: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة: من الآية: 122).
ولقد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذه الآية ليست من بقية أحكام الجهاد، وإنما هي حكم مستقل بنفسه في مشروعية الخروج لطلب العلم، والتفقه في الدين، جعله الله تعالى متّصلًا بما دلّ على إيجاب الخروج للجهاد، فيكون السفر نوعين:
الأول: سفر الجهاد.
والثاني: السفر لطلب العلم.
ولا شك أن وجود الخروج لطلب العلم، إنما يكون إذا لم يجد الطالب مَن يتعلم منه في الحضر من غير سفر، والفقه إنما هو العلم بالأحكام الشرعية.
أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
3 - تابع الحقوق والحريات في النظام الإسلامي وبعض قواعد النظام السياسي في الإسلام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
نتحدث الآن عن حرية التجمع فنقول:
تشمل هذه الحريات في الفقه السياسي والدستوري الوضعي:
- حرية الاجتماعات.