من المعروف أن العرب كانوا يعدون طول شعر النساء من علامات الحسن والجمال، والشواهد اللغوية على ذلك كثيرة جداً، ونبتدئ منها بشاهدين: الأول قول الأعشى ميمون بن قيس: غرّاء فرعاء مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي القطا الوجل فقوله: فرعاء.
يعني: إن فرعها وهو شعر رأسها تام في الطول والسواد.
وقال آخر: بيضاء تسحر من قيام فرعها وتغيب فيه وهو وصف أسحم يعني: أن شعرها أسود طويل، فكأنها فيه نهار ساطع، وكأنه ليل عليها مُظلم.
وهذه الشواهد تفيد أن نقص شعر المرأة بالقص -فضلاً عن الحلق- يُعتبر نقصاً في جمالها، وتشويهاً لها، وهو مثلة.
نحتاج إلى التفريق بين القص والتقصير والحلق.
فالقص يعني: أخذ الشعر بالمقص.
وأصل القص: القطع.
والتقصير: حلق شيء من الشعر دون أن يستأصله كله.
أي: أنه يجعله قصيراً.
أما الحلق فهو: إزالة الشعر تماماً بالموس.
الوفرة: ما وصل من الشعر إلى شحمة الأذن.
والجمّة: ما نزل عن شحمة الأذن، لكن لم يبلغ المنكبين.
أما اللمة: فهي ما ألمّ بالمنكبين.