إن اتخاذ الشعر أفضل من إزالته وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يتخذ الشعر؟ أي: ينمي شعره، فقال: سنّة حسنة، لو أمكننا اتخذناه.
لا للرجل من لحية، وإلا كانت صورته صورة النساء، خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها النساء المتبرجات.
ولا بأس أن يرسل شعره، وإن قصر فإلى شحمة الأذن أو إلى المنكبين إذا أطاله، بل يشير هنا الإمام أحمد إلى أنه سنّة حسنة، لكن يُشترط أن ينوي بذلك الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا الاقتداء بالخنافس وغيرهم! وقال الإمام أحمد: كان للنبي صلى الله عليه وسلم جمة، والجمة: هي الشعر الذي يصل إلى شحمة الأذن، وقال: تسعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم شعر.
وقال: عشرة لهم جمم.
وجاء في بعض الأحاديث: (إن شعر النبي صلى الله عليه وسلم كان إلى شحمة أذنيه)، وفي بعض الأحاديث: (إلى منكبيه).
وروى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (ما رأيت ذا لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، له شعر يضرب منكبيه)، متفق عليه.
وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت ابن مريم له لمة)، اللمة: شعر يضرب المنكبين يصل إلى الكتف.
قال الخلال: سألت ثعلب -يعني: ثعلباً - عن اللمّة؟ قال: ما ألمّت بالأذن، والجمّة ما طالت.
لكنه قد جاءت في حديث البراء بن عازب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يدل ذلك على أن اللمة تضرب المنكبين.
قال ابن قدامة: ويستحب أن يكون شعر الإنسان على صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم إذا طال فإلى منكبيه، وإن قصر فإلى شحمة أذنيه، وإن طوله فلا بأس، وقد نص عليه الإمام أحمد.
وقال: أبو عبيدة كانت له عقيصتان، وعثمان كانت له عقيصتان، وقال وائل بن حجر رضي الله عنه: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل، فلما رآني قال: ذباب ذباب.
فرجعت فجزرته -أي: قطعته- ثم أتيته من الغد، فقال: لم أعْنِك)، أي: لم أقصدك، هذا حديث حسن رواه ابن ماجة.